أكد الفنان السوري جمال سليمان أن المقاومة ضد الاحتلال واجب وطني، وبالتالي فإن من حق العراقيين مقاومة الأمريكيين، مشددا على أنه سيكون أول مقاتل لو أن أمريكا تذرعت بأي حجج لاختراق السيادة السورية على أراضيها.
وقال سليمان -في لقاء له مع برنامج "لماذا؟" على قناة "القاهرة والناس" الثلاثاء 8 سبتمبر/أيلول- إنه لم يكن يحب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لأنه كان يجسد الديكتاتورية في أبشع صورها وتطرفها، موضحا أن ذلك لم يمنع شعوره بالحزن لإعدامه، لأنه يرى أن محاكمته كانت أسوأ وأفشل محاكمة رآها في حياته؛ لأن صدام حسين كان أقوى من المحكمة، واستطاع أن يستخدمها ليرفع من شعبيته لدى الناس.
وأكد الفنان السوري أن هامش الديمقراطية في وطنه سوريا لا تتعدى 50 % مما يفترض أن تكون عليه، وقال: "من غير المسموح به المساس بالرئيس بشار الأسد، وهو يرى أنه لا يستحق المساس به، والتعرض للجيش أو للقوات المسلحة، وهناك أشياء غير مسموح المساس بها، إلا أنني لا أعارض ذلك، مثل المساس بالأديان، أو كل ما يتعلق بشيء يساعد على خلق نعرة طائفية.
وأوضح سليمان في الوقت نفسه: "لا أملك أيّ طموح سياسي، ولا أنتمي لحزب، لكنني أصرح بما أعتقد أنه يمكن أن يحقق لنا كعرب مستقبلا أفضل، وأرى أنه لا خلاص لنا إلا برأب الصدع بين كافة الدول العربية".
ومن جهة أخرى، شدد الفنان السوري على أن الأزمة المثارة حاليا بين الدراما المصرية والسورية مفتعلة؛ لأن المعركة تدور بين التفاهة والعمق وبين كل عمل جيد وآخر تافه لدى الطرفين الفن المصري أو السوري، مؤكدا على أن الدراما السورية لم تتفوق على المصرية في أي مرحلة من مراحلها، وأن بعض الكتابات الصحفية العنصرية هي التي أججت هذه الأزمة.
ونفى الفنان السوري اعتبار نفسه ضحية لرفض المصريين تواجد الممثلين السوريين في أعمال مصرية، مشددا على أنه لاقى كل الترحيب والحفاوة من الجمهور والفنانين المصريين، مستشهدا بمزاح الفنان عادل إمام الدائم معه عندما قال له: "انت فتحت الباب وانت جاي مصر ونسيت تقفله وراك".
وأضاف: "فتحت الباب للفنانين السوريين للقدوم إلى مصر، كما حدث مع تيم الحسن، والمخرج حاتم علي في مسلسل "الملك فاروق" والذي حقق نجاحا كبيرا.
وأشار إلى أنه وسولاف فواخرجي -التي سبقته في القدوم إلى مصر- كانا من أوائل من أتيحت لهم تلك الفرصة من السوريين، من خلال متابعة الإعلامي عماد الدين أديب لأعمالهما في سوريا.
نجاح "باب الحارة"
وتطرق الفنان السوري إلى النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "باب الحارة" في كل الدول العربية ولكن بدرجة أقل في مصر، وقال: إن قطاعا كبيرا من المصريين شاهدوا "باب الحارة" وقد حقق نجاحا كبيرا من خلال أجزائه الأربعة، ولكن ليس بنفس الدرجة التي حققها من جماهيرية في دول مثل سوريا ولبنان والخليج العربي، وذلك لغزارة الإنتاج الفني المصري، وبالتالي فإن كل إنتاج غير مصري يستغرق وقتا طويلا حتى يحقق الرواج الهائل الذي يستحقه العمل الجيد بما يليق به.
وشدد على أن ما يقال عن عدم معرفة المصريين بالدراما السورية يعد كلاما مرسلا وغير دقيق، وهو كلام مؤسف ومحزن، مؤكدا أن ذلك يعود إلى غزارة الإنتاج الفني المصري والذي لا يستطيع المشاهد ملاحقته ومتابعته بالكامل، فمن أين يجد وقتا لمتابعة أعمال الآخرين؟
وفيما يتعلق بتشابه اسم مسلسل "أفراح إبليس" الذي يقدمه في رمضان الحالي مع مسلسل "حدائق الشيطان" الذي عرض قبل عامين، قال: إنه من قبيل المصادفة وحدها أن يحمل المسلسلان معانيَ متقاربة، والأمر يعود إلى أن الكاتب محمد صفاء عامر هو مؤلف العملين.
وكشف في الوقت نفسه عن أن الاسم الأول لمسلسل "أفراح إبليس" كان "الأب الروحي" إلا أن المؤلف خشي أن تتم مقارنته برواية "العراب" تأليف ماريو بوزو عن شخصية خيالية لرئيس مافيا إيطالية في أمريكا اسمه دون فيتو كورليوني، وهو "الأب الروحي" ففضل المؤلف تغيير الاسم حتى لا يخلط بعض الناس بين العملين.